نبدأ رحلتنا بإذن الله في اهم واروع مدينة ( القدس) .. (( اعتذر على الاسم الغير العربي الذي قد يظهر في بعض الصور وعلى ظهور علم العدو في بعضها ايضا ))
في وسط بلدي الطاهرة المباركة فوق قمم جبالها الشاهقة تقع أكثر مدنها بركة وقدسية متضرعة إلى الله تحفها ملائكة الرحمن تبسط أجنحتها على أهلها المرابطين
مدينتنا العظيمة مدينتنا القريبة من السماء مهبط الرسالات والأنبياء وصفوة الله من الأرض مدينة السلام زهرة المدائن مدينة ضمت بأحضانها العذراء مريم المقدسية ست النساء فمنحتها من عذريتها فأصبحت عذراء فلسطين مسرى ومعراج نبينا الحبيب صلوات الله عليه
القدس
مدينة غاية بالجمال وليس جمالها كأي جمال ففي جمالها شيء رباني شيء قدسي
تشعر وأنت تدخلها كأنك بين يدي الرحمن تفوح من أسوارها العتيقة رائحة المسك في أنوارها شيء من نور سماوي قبتها تزينها كتاج وكأنها ملكة البلاد
مدينة لا تزال شامخة مؤمنة بربها بإرادة شعبها الجبار تتوسطها ساحات الحرم ويتوسط ساحات الحرم مسجد قبة الصخرة وهو مرتفع ظاهر كأنه يقول باقي أنا إلى الأزل تذكرهم قبته الذهبية في الصباح بأنه يتربع في قلوب المؤمنين يدوس صدور الكفرة بذات القدم المشرفة التي وطئتها في ليلة المعراج قدم حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم وفي المساء تقول لهم أنوارها سأظل ساهرة انتظر أن أضم في ربوعي النبوة انتظر عودة المسيح كلمة الله ليزداد شأني وازداد فخرا بين البلاد نشأت احتضن الأنبياء وانتهي حاضنة الأنبياء
وفي الزاوية الجنوبية من ساحات الحرم يقع المصلى الرئيسي للمسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله مسجدنا يقبع حزين ولكن نور الله في أروقته .. مسجدنا الحزين يقبل جبينه أطفالنا كل صباح ويقبل أيديهم المباركة
ينتظر هو كما تنتظر مدينتنا العظيمة وأبدا لم ييأس مسجدنا كما لم ييأس ذاك المؤذن العجوز أن يكبر كل يوم خمس مرات من على مآذنه وتلك المرأة التي تجر خطواتها لتلبي نداء الصلاة تقبل أرضه الطهور وتشتم رائحة التراب المقدس في سجودها
وشباب اقسموا أن يرسموا على عتباته أروع لوحات الفداء وان يسرجوا الأقصى دما
حتى يزيلوا الحزن من على قبته وبواباته
قدسنا اشتاقت للصلاة اشتاقت لحجاجها تسال كل يوم عن العرب أين أهلي أين أبنائي
اشتاقت جدران بيوتها العتيقة للمسات أيديهم وأزقتها الضيقة لأطفال كانوا هنا يركضون ويلعبون, اشتاقت لكم فأين انتم ؟
كان هنا بالأمس صلاح الدين واليوم لا دين ولا صلاح
تبدل أهلها وزوارها.. أما آن لها أن تستعيدهم .. أما آن لها أن تتنفس الطهر بعد كل هذا التدنيس
.. في كل يوم تسارع الشمس بالإشراق متلهفة لترى قبابها ومآذنها وقد زينت بأكاليل الغار ولكن يحزنها حالها فتودعها بقلب مكسور على أمل أن تلقاها غدا بأحسن حال...
اخبروني متى تستقبلها شمس الأرض مبتسمة
الطريق الى القدس