من العمر 29 عاماً الذي قضى مساء الأحد الماضي الرابع من نوفمبر الحالي في حادثة لم تعرف ملابساتها بعد، وكان مشتهى المقيم في السويد يتواجد في محطة القطار عندما قام أحد الأشخاص بدفعه بقوة ليسقط على سكة القطار ويصاب في مؤخرة الرأس ليرتقي شهيداً، بعد مسيرة حافلة من البطولات والمشاركة في كافة الفعاليات على الصعيد المحلي والدولي واستطاع ان يثبت نفسه وبقوة امام منافسيه هناك، وعرف الشهيد مشتهى بطيب أخلاقه ونبله ومساعدته لأصدقائه وكل من قال انا فلسطيني في المهجر بحاجة الى مساعدة ومن خلال هذا التقرير نسلط الضوء على مشواره الرياضي.
ماهية "لعبة الننشاكو"
الننشاكو "nunchaku": هو عصوان مشدودان إلى بعضهما بسلسلة معدنية أو بحبل قوي مشدود، يقودها اللاعب في حركات فنية دقيقة وسريعة لأغراض الدفاع، والهجوم، والاستعراض، واللياقة، وتركيز الذهن، وتنمية العضلات، وتُعرف أحيانًا باسم "الفرامانش".
تاريخ رياضي حافل
الشيهد محمد مشتهى رغم عمره الا انه له مشوار طويل سجل له التاريخ مشاركاته واجتهاده فقد حصول على الحزام الأسود عام 94، وشهادة مدرب معتمد درجة ( 2 ) عام 95، وحزام أسود في التونفا عام 96، وحزام أسود في الجاما الثلاثية عام 97، أما على صعيد البطولات فقد أحرز المركز الأول ببطولة فلسطين في الكاتا عام 97، والمركز الثاني في الننشاكو في نفس العام، والمركز الأول في بطولة القتال الحر عام 98، والمركز الأول في بطولة العصا الطويلة ( البو) عام 2000، كما كان للشهيد العديد من المشاركات في المهرجانات الوطنية التي أقامها الاتحاد الأهلي للرياضات الشعبية، والمخيمات الصيفية التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة حيث قدم العديد من العروض ودرب العشرات من الشباب، وعندما توجه إلى السويد مارس لعبته المفضلة بالإضافة إلى عمله وشارك عام 2004 في إحدى البطولات الخاصة للأندية السويدية وحصل على المركز الأول،
فريق "الهب هوب"
وفي احدى المقابلات التي اجريتها معه حول بداية مشواره الرياضي في هذه اللعبة قال الشهيد مشتهى : كنا مجموعة من الشباب الفلسطيني الرياضي ولاول مرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تظهر مجموعة بهذا النظام وعرفت نفسها باسم فريق "الهيب هوب" وهو نوع من الرقص الرياضي، واعتبر الفريق هذا النوع الجديد من الرياضة إحدى الوسائل التي يمكن عن طريقها التعريف بالواقع الفلسطيني للعالم، واوضح الشهيد محمد مشتهى الذي كان مدرب الفريق "الهيب هوب" في غزة انذاك، الذي يحمل شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية أنه اختار مع فريقه من هذا الفن الجديد ما يناسب عادات الشعب الفلسطيني وتقاليده وأضاف إليه الطابع الرياضي، وعمد إلى تغيير اسمه ليصبح معروفا فلسطينيا باسم "القبضة المزدوجة" بدلا من "هيب هوب" التي تعني في الأصل العامي "هيلا هوب" أو ما يعني الخفة والطلاقة، واشار الشهيد مشتهى انه هو ومجموعته كان يسعى من أجل الوصول إلى أفضل مستوى للفريق موضحا انه اعتمد في تدريبه بالإضافة إلى الجهد الرياضي البدني على الناحية النفسية والثقافية، من خلال دورات رياضية متخصصة والقيادات الشابة، وقد لاقى هذا الفن استحسان كثير من المؤسسات الفاعلة في قطاع غزة, حيث قام عدد منها بتبني الفريق، منها المركز الثقافي الفرنسي ومركز هولست الثقافي، إلا أن الدعم المادي بقي محدودا
أكاديمية "الهب هوب"
وكان مشتهى اكد انه برفقة المجموعة بدأو في تأسيس اكادمية خاصة لهذا الفن وانه تم إعداد خطط المشروع، وكان بانتظار الدعم الذي لم يتوفر الى الان وعن مشاركات فريق "الهيب هوب" قال مشتهى ان الفريق شارك في عدد من المهرجانات المحلية والدولية، كان من أبرزها مهرجان "ليفربول" قبل نحو عامين، وقدم الفريق من خلاله عرضا للفنون القتالية الاستعراضية، وقد ساهم هذا النجاح بتشجيع المركز الثقافي الفرنسي على إحضار مدربين من فرنسا لتدريب الفريق، إلا أن فريق المدربين الفرنسي اضطر إلى العودة لعدم تمكنه من دخول الأراضي الفلسطينية بسبب الإجراءات التعسفية الإسرائيلية، وهذا اضطرنا إلى تأجيل قدوم فريق التدريب لمدة عام"، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يشارك أعضاء الفريق في مهرجان ليفربول لعام 2004م إلا أن إجراءات الاحتلال حالت دون ذلك, إضافة لذلك اضطر الفريق إلى إرجاء وصول مدربات من إستونيا لتدريب الفتيات, وتأسيس نواة فريق "هيب هوب" أنثوي.
وتشارك في الفريق فتاتان إحداهما تعمل مرشدة نفسية واجتماعية لأعضاء الفريق وتدعى مزين الزعلان, والأخرى فريال حلس وهي عضوة مؤسسة لـ "أكاديمية القبضة المزدوجة", وهي حائزة ماجستير علم النفس،
عام 2006 حافل بالانجازات
وكان بطل "الننشاكو" الشهيد محمد مشتهى شارك في بطولة العالم لفنون القتال والدفاع عن النفس الاستعراضية"فرع الكوبودو والأسلحة التقليدية" في أمريكا و رغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجه الرياضيين الفلسطينيين، حصل مشتهى على المرتبة الأولى على مستوى أوروبا في بطولة السويد الدولية التي أقيمت في مدينة استكهولوم في يناير 2006 لما قدمه من عروض رياضية فنية ممتازة بأسلحة الكوبودو المتعددة ومنها( السيف والجاما) التي نالت اعجاب الجماهير هناك وغيرها وكانت بعض الشخصيات الرياضية السويدية أبدت إعجابها بالعروض التي قدمها البطل الفلسطيني مشتهى ومستواه الرياضي ومنهم ماستر السويد الذي أشاد بالرياضيين الفلسطينيين الذي تحدوا ظروفهم الصعبة والمعاناة واستطاعوا الخروج إلى العالم وتقديم لون هام يعتبر من ألوان الرياضة التي تحتاج إلى موهبة قوية وقدرة عالية على التركيز.
في السياق ذاته كان الشهيد مشتهى قد تم تكريمه خلال زيارته لبنان من قبل بعض الشخصيات الرياضية الفلسطينية منهم: أبو أحمد زيدان مسئول الشباب والرياضة الفلسطينية في لبنان, والعميد سلطان أبو العينين أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان واللذان أشادا بالمستوى الفلسطيني الممتاز في هذه اللعبة مشددان على انه أول اتحاد عربي يتميز بهذه اللعبة.
انتشار اللعبة واثبات الذات
وكان الشهيد مشتهى اكد لنا سابقا "الناس على الصعيد المحلي بدأت تتقبله، وتدرك أنه يختلف عن الرقص، وأنه يحتاج إلى القدرة البدنية العالية والتوافق العضلي والعصبي والتركيز من اللاعب"، وأضاف "حرص أعضاء الفريق على تصميم عمل استعراضي للمشاركة به في مهرجان ليفربول، استخدمنا فيه العصي, للتعبير عن الحركة المستمرة للشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، إضافة إلى العمل الدرامي الذي قدمه وخاطب من خلاله الشعوب عن شغف الشعب الفلسطيني إلى الديمقراطية والحرية".
ويقول مشتهى" صمم الفريق أيضا عملا استعراضيا آخر باسم "دعونا نصنع حياتنا"، قمنا بعرضه في غزة, عرضنا من خلاله حياة الطفل الفلسطيني الذي يخرج إلى الحياة مفعما بالأمل، لكنه في نهاية المطاف يصطدم بالواقع الظالم الذي يفرضه الاحتلال، ويستخدم الفريق إيحاءً حركيا يشبه رعشة الحياة، وقدم هذا العرض بشكل استعراضي صامت, عبر من خلاله أعضاء الفريق عن الانتفاض لمحو الظلم, والطموح للحرية, والفرحة بالنصر".
امنيات كان يطمح لتحقيقها
وكان الشهيد مشتهى يأمل من المسئولين عن اتحاد الكوبودو ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الفلسطينية الاهتمام اكثر بهذه اللعبة والعمل على نشرها على الصعيد المحلي بشكل مناسب لاهمتيها داعيا الى رعاية المواهب الشابة لتتمكن من تمثيل فلسطين على المحافل الرياضية العربية والدولية، مشيرا في ذلك الوقت الى ان وزراة الشباب والرياضة تحديدا لم تعترف بهذا الاتحاد منوها الى انه سوف يطرق الابواب الدولية ليتم الاعتراف بالاتحاد بشكل رسمي مضيفا اننا قادرون على تحقيق بطولات دولية بهذا المجال.
وتمنى مشتهى من الحكومة الفلسطينية التي تشكلت عام2006 أن تزيد من درجة اهتمامها بالرياضية وقضايا الشباب, وأن لا يتم التعامل مع الرياضيين الفلسطينين المقيمين خارج فلسطين وتحديدا في الدول الاجنبية بعنصرية تامة مؤكدا ان هذا لن يؤثر على مسيرتنا الرياضية لاننا نعمل بكل جهد وعمل من اجل النجاح اكثر وتحدي جميع المعوقات لثمثيل فلسطين على كافة المحافل الرياضية.
الثلاثاء أبريل 01, 2008 4:26 pm
